لا تحب الغرب... إنما لا تكون مضطربا ومزدوج الشخصيةَ!
- rmsahnet
- 30 مايو 2022
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 2 يوليو
في عالمنا العربي، تنمية متعثرة في معظم عواصمنا، وصعوبات اقتصادية قاسية على الأفراد والمجتمعات، إلا أن حالة رفع الشعارات الرنانة متواصلة ونغمت التغني بالانتصارات الوهمية متواجدة، وكأننا ردّت فعل لما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية وفي دول الاتحاد الأوروبي، عندما يسن قانون أو قرار يتعارض مع ثقافتنا أو مسلماتنا، نقيم الدنيا ولا نقعدها، ونبدأ عاصفة من الدعوات المقاطعة لمنتجات أمريكا أو أوروبا، وتخرج المظاهرات في تلك العواصم العربية، التي تعيش على المعونات الاقتصادية الغربية، تماما يشبه حالة الأم، التي تدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية، وهي تغذي طفلها بالحليب الفرنسي يوميا، أو زعيم لتيار سياسي، يلعن أمريكا ويركب الجي أم سي الأمريكية المصفحة خصيصا له، أو ذلك الجندي الذي يتوعد انجلترا بالحرب، وهو يحمل بندقية sa80 بريطانية الصنع...
تزدهر الأمية في عالمنا العربي – أقصد أمية القراءة والكتابة – "حسب إحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لعام 2018، أظهرت أنَّ معدلات الأمية في الوطن العربي وصلت ل 21 % في المئة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع المتوسط العالمي والذي يبلغ 13.6 في المئة. وبيَّنت أنَّ الأوضاع التعليمية التي تعانيها بعض الدول العربية نتج عنها عدم التحاق قرابة 13.5 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي بين متسربين وغير ملتحقين"
ومع هذا لا نجد حالة الشعارات نفسها، ولا الحماس لمعالجة هذه المشكلة، الناس الذين يخرجون في الميادين للمظاهرات والصراخ، طوال اليوم، يتركون مقاعدهم الوظيفية، ومقار العمل، ولا أحد منهم لديه استعداد للتبرع بوقته والتطوع، للمساعدة في بناء مركز اجتماعي عام، أو تعليم الأطفال، أو تنظيف الشارع الذي يسلكه يوميا، لكن نفس هذا الإنسان، لديه استعداد للشتم والتحقير، والتحدث في مواضيع لا يفهمها، وتصديق كلمات تقال له دون أن يتوقف للتأكد والتيقن...
ليست دعوة لنحب الغرب، بل هي دعوة للتوقف عن الازدواجية، دعوة لوضع الأولويات، والنظر فيما يحتاجه عالمنا العربي، فيما تحتاجه مدينتك، قريتك، الحي الذي تسكنه، دعوة أن نبدأ بنقد الذات للتطوير والبناء، بدلا من إلقاء التبعات والتهم والأسباب، على الآخرين...
Comments