عالمة الفيروسات استريد فابري:منذ القدم تدجين الفيروسات لغرض شرير أو لغرض خيّر
- rmsahnet
- 30 يونيو 2021
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 4 يوليو
لقد انبهر الانسان بالفيروسات انبهارا جعله يحاول "استئناسها" لأغراض منها الخيّر ومنها الشرير. أما الغرض الشرير فهو استعمال الفيروسات سلاحا بيولوجيا، وهو شيء ليس بالجديد مطلقا! ولعل واحدا من أشهر الأمثلة في ذلك ما قام به الجنود الفرنسيون والانجليز في اواخر القرن الثامن عشر من نقل لعدوى الجدري إلى الهنود الحمر، وذلك عبر هدايا مسمومة تتمثل في أغطية تعود لأشخاص مصابين بالمرض، تم توزيعها بكل سخاء على هنود أوهايو. ويقدر الخبراء أن ما لا يقل عن خمس وعشرين دولة قد قامت في الماضي بتطوير برامج دراسات خفية أو معلنة في مجال الأسلحة البيولوجية. وقد ظهرت تقنيات متقدمة جدا في هذا المجال، منها التقنية التي تتيح تركيب الفيروسات في المختبر، أي في بيئة اصطناعية. هذا ما أتاح مثلا، في 2005، اعادة تركيب الفيروس الذي تسبب في وباء 1918 - 1919 انطلاقا من اجزاء من الحمض النووي المؤكسد الفيروسي المستخرج من جثث ضحايا كانت متجمدة في الطبقات الجليدية الأرضية. وينبغي التمكن جيدا من هذه التقنيات الجديدة لأنها السبيل الوحيد لتفادي تهديد فيروسات مجهولة من صنع البشر يكون من المتعذر التحكم في مسارها التطوري… أما الغرض الخيّر من تدجين الفيروسات واستئناسها فيتمثل في التطوير الحديث لما يعرف باسم الفيروسات الأدوات، وهي فيروسات تتم معالجتها بما يجعلها غير ناقلة للعدوى، فتصبح حاملة رسائل جينية يتعين عليها إيصالها إلى خلايا محددة. وطبيعة الخلايا الأهداف هي التي توجه عملية اختبار الفيروس الحامل، الذي سينقل المعلومة الجينية المطلوبة فيضعها في المكان المناسب من الخلية بما يضمن استمرار قراءتها واستعمالها من قبل الخلية. وتتيح هذه الفيروسات القيام بعلاج جيني لبعض الأمراض، مثل مرض نقصان المناعة المركب الحاد وهو مرض يجبر المصابين به على العيش في قوقعة زجاجية معقمة، وغيره من الأمراض. وهناك مجال آخر للبحث يتمثل في محاولة تصنيع فيروسات قاتلة للأورام يمكنها أن تكون بديلا للعلاج بالأشعة والعلاج الكيمياوي، كما هما معروفان اليوم في علاج السرطان.
كتاب: الإنسان والفيروسات، هل هي علاقة دائمة. تأليف: استريد فابري. وترجمة: عبدالهادي الادريسي. الناشر: هيئة ابوظبي للساحة والثقافة – مشروع كلمة.
Commenti