رفض التطور والمخترعات حالة بشرية.. هل تخصص فيها الإنسان العربي؟!
- rmsahnet
- 9 يونيو 2022
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 2 يوليو
يقال بأنه عندما بدأت الصحافة المكتوبة، ظهرت دعوات محذرة ومنبه من خطورتها، لأنها ستنافس وتهدد تلك المخطوطات التي يكتبها الرهبان، وبالتالي ستضيع الفضيلة والقيم، وعندما بدأت السكك الحديدية في الانتشار كان هناك من يدعوا لوقفها لأنها تهدد البيئة وحياة الناس، وعندما ظهر الهاتف، وجد معارضة شديدة لأنه سيسبب في عزلة الناس وابتعادهم عن بعضهم البعض.
في هذا العصر تتكرر نفس حالة الرفض، المستنكرة للجديد، والمجرفة ضد الاختراع والابتكار والتطور البشري.
عندما ظهرت شبكة الإنترنت، تم تحريمها، وحدث نقاش مدو في قبولها أو رفضها، بينما كانت تشق طريقها نحو قلوبنا وعقولنا، وعندما بدأت الأقمار الصناعية تنقل القنوات الفضائية من مختلف الدول والأمم، اعتبرت هجمة ضد المبادئ المجتمعية وغزو ثقافي، ودخلنا في مراحل من التشنج والتحريم والمنع والرفض، بينما كانت تسقط تلك القنوات بالمئات على صحون الالتقاط التي وضعها الناس على أسطح منازلهم.
لم يتوقف الجدل أمام كل جديد وحديث فالهواتف الجوالة، عندما بدأت وظهرت أنواع مزودة بالكاميرا، تم منعها وتحريمها، والتحدث مطولا عن خطورتها، وبينما الجدل مستمر والمنع قائم، بدأت شركات الهواتف الجوالة في صناعتها وهي مزودة بكاميرا للصور الثابتة وأخرى للمتحركة، فبلع الرافضون ألسنتهم وقاموا بشرائها...
والحال يتكرر والجدل الذي لا طائل منه يستمر، ونحن ندخل مرحلة الذكاء الاصطناعي، ومراحل جديدة تتعلق بالترفيه والثقافة، ونشاهد كل هذا التماوج والتداخل الثقافي، وكل مرة تتعالى أصوات الرفض والتجديف. والحال نفسه نراه يتكرر في مجال الصحة العامة للناس، عندما يتم رفض اللقاحات والعلاجات والأدوية الطبية، بحجة أنها صناعية، وليست طبيعية، لتعود وتظهر أمراض تم القضاء عليها منذ عقود، مثل الجدري والحصبة والحمى... إلخ.
الغريب فعلا، أنه لا يكتوي بنار هذا الرفض، ولا يستسلم لحالات التجديف ضد التقدم البشري، إلا في عالمنا العربي، ومع أن بعض تلك الأصوات تظهر في مجتمعات متطورة ومتقدمة، لكنها سرعان ما تخرص أمام سطوة العلم والمعرفة، بينما في أجزاء كثيرة من أرجاء عالمنا العربي، تنتصر الخرافة والجهل والرفض، فيتجاوزنا العالم، ويصح علينا القول بأننا متخلفون...
Comments