امنحوه الجائزة لكن لا تقولوا بأنكم مع الإنسانية
- rmsahnet
- 23 يونيو 2020
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 7 يوليو
لا توجد جائزة في العالم اثارت الجدل كما جائزة نوبل، بل لا يكاد يخلوا إعلانها السنوي للفائزين من النقد والتهم بالانحياز أو عدم الموضوعية والدقة. ويمكن أن يفهم عدم الرضا الذي يوجه دوما إلى آلية الاختيار ليس في مجال من مجالات الجائزة وحسب بل يكاد يكون عاما في مختلف فروعها، لكن تحديدا مجالي السلام والادب دوما يقع عليهما النصيب الأكبر من سهام عدم الرضا، وقد يكون هذا مبررا كون المجالات الأخرى متخصصة وعلمية مثل الطب والعلوم، والتي يصعب على الكثير من الناس التدقيق. في مجال الادب منحت لمؤلفين وروائيين عرف عنهم تأييدهم للحرب أو أنهم متعصبين عرقيين أو طائفيا، وكان المبرر هو النظر لأعمالهم الأدبية وليس إلى آرائهم ووجهات نظرهم؛ على سبيل المثال حصول الكاتب الروائي النمساوي بيتر هاندكة، على جائزة نوبل في الأدب عام 2019م وهو بالمناسبة شاعر ومسرحي ومخرج سينمائي وكاتب سيناريو. هذا الفوز صدم الكثير من المراقبين والأدباء والنقاد في مختلف أرجاء العالم وفي حفل التتويج كانت هناك مظاهرة منددة خارج مقر الاحتفال، وهذا لأن بيتر هندكة له مواقف مؤيدة للعنف والحرب بل أيد الإبادة الجماعية لمسلمي البوسنة والهرسك، من خلال إنكار هذه الإبادة في بلدة سربرنيتشا في عام 1994م وعرف عنه صداقة قوية مع مجرم الحرب سلوبودان ميلوسيفيتش للدرجة أن قام بزيارته في مقر محاكمته في لاهي وأيضا بعد صدور الحكم بأنه مجرم حرب، وليس هذا وحسب بل حضر الجنازة عند وفاته وألقى كلمة وداعية. ويسقط زعم نوبل بأن النظر يتوجه إلى اعمال الفائز الأدبية وليس إلى آرائه عندما يتعلق الأمر بقضايا وجوانب أخرى، مثل حجب الجائزة عن مؤلفين لأنهم متهمين بمعاداة السامية. ومع هذا يجب عدم النظر إلى نوبل بأنها منحازة أو غير منصفة، إن أدركنا أنها تخدم توجه وتيار محدد على مستوى العالم. كل مجتمع وأمة من أمم الأرض معنية بمبدعيها ومبتكريها وعلمائها؛ لذا يمكن لنوبل منح جوائزها لمن تريد من مختلف أرجاء العالم، لكن عندما تقرر تكريم من يتعاطف مع الإرهاب والقتل وينكر موت آلاف الأبرياء، عندها يجب ان لا نصغي لصوتها عندما تقول بأنها مع الإنسان.




تعليقات