النظام والكلام: الاساس عربي، والبناء غربي
- rmsahnet
- 13 يونيو 2020
- 1 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 7 يوليو
يمكن تلخيص الوضع العربي الراهن في علاقاته بالحضارة الغربية كما يلي: من جهة، رغبة في ( التقدم) بإقتباس التقنية الغربية، ومن جهة ثانية رغبة في المحافظة على البنية الثقافية التقليدية وطرائق تركيبها، وفي هذا التناقض يبدو المجتمع العربي كأنه يرفع صخرة سيزيف: يريد ان تتقدم حياته بعقل أو بفكر يرفض هو نفسه ان يتقدم. فالعربي اليوم يجد نفسه مضطرا الى ان يتماهى مع الاخر الغربي في استخدام الواسائل التقنية. ذلك ان التقنية مفروضة عليه بقوة الحاجة اليها، وبفعل عالمية التقدم والحداثة التصنيعية. لكن هذا التماهي يتعارض مع اسس الثقافة الموروثة التي لا تزال السائدة، الموجهة. ويتمثل التعارض في أن هذه الاسس تنتج معرفة تعليمية تتمحور حول ثنائية الخير والشر، الباطل والحق. وهي، بوصفها تعليما، ثقافة اجوبة نهائية في حين ان الثقافة التي ادت الى التقنية او التي تنشأ عنها، إنما هي ثقافة اسئلة دائمة – بوصفها بحثا دائما لتحقيق المزيد من الكشف المعرفي. ومن هنا الانشقاق – المأزق في حياة العربي: الاساس شئ وما بينهو على هذا الاساس شيئ آخر. او لنقل بتبسيط اكثر الاساس عربي، والبناء غربي: انشقاق لا على مستوى الحياة وحسب، وإنما ايضا على مستوى العمل والفكر.
أدونيس
من كتابه: النظام والكلام
صادر عن دار الاداب




تعليقات