top of page

السيناريو القاتم: لن يوقف هذه المسيرة أو هذه الهرولة المحيرة، إلا حرب كونية تعيد البشرية إلى الوراء عدة قرون

  • rmsahnet
  • 24 يونيو 2020
  • 2 دقيقة قراءة

تاريخ التحديث: 7 يوليو


الخدمات التي تقدم الكترونياً وتذهلنا وتدهشنا وتسعدنا، بعد عقد أو عقدين من الزمن ستكون محل تندر وضحك من شدة تواضعها، لأن حقبة ذكاء الآلة ستدخل بنا نحو عصر مختلف تماما.

عند الحديث عن التطور، فإنه شامل – بخيره وشره – كما يقال؛ حيث سنجد أن حتى الفيروسات والأمراض الجرثومية تتطور، فالمرض الذي كان يصيبنا ببعض الصداع والرشح ويتم علاجه بتناول حبة من الدواء بات أشد وأقسى، وتلك الفيروسات الخفيفة التي كانت تسبب لنا الزكام الذي يضايقنا وتكون فرصة لتندر زملاء العمل والمقربين باتت فتاكه قاتلة. وهي فيروسات لا تقتل واحدا أو أثنين بل المئات والآلاف، وما كوفيد 19 وعائلة كورونا منا ببعيد؛ فمع تطور التقنيات والعلاجات واساليب مكافحة العدوى إلا أن هذه الأمراض تبقى حديثة ومفاجئة، ومع أن سلسلتها معروفة لدى العلماء إلا أنهم دوما يحتاجون للمزيد من الوقت للقضاء عليها وخلال هذا الوقت الثمين يموت الآلاف من الناس.

على كوكب الأرض، كل شيء يتطور، ولا شيء يتوقف، والبشرية مطالبة هي الأخرى ألا تتوقف عن عمليات الابتكار والتحديث. وأي توقف عن ملاحقة الجديد تعني أن الفيروسات والجراثيم ستتغلب علينا، بل حتى الذكاء الاصطناعي الذي نصنعه ونبرمجه سيتفوق ويتجاوزنا ثم يتحكم بنا وهو سيناريو مظلم البعض من العلماء حذر منه وتنبأ به.

إن مواضيع راسخة في عمق الوجدان البشري كانت مرافقة للإنسان طوال تاريخه بدأت في التلاشي والاضمحلال، نحن في عصر حديث وجديد وآخذ في التطور بشكل مستمر، على سبيل المثال مؤسسات التعليم، سيتغير شكلها ووظيفة المعلم ستكون في أقل نطاق، لأن التعليم الذاتي والمعلم الالكتروني بدأت ملامحه في الظهور، وسواء اتفقنا أو اختلفنا، فإن مؤسسات التعليم لن تكون في معزل عن الحداثة والتحديث ولن تكون محمية من دخول تقنيات ستجعل وظيفة المعلم هامشية أمام قوة تعليم الآلة ومهارتها واستعدادها وأثرها.

سندخل إلى حقبة تتساقط فيها الكثير من الأركان المعيشية والثقافية والمعرفية؛ العلوم الفلسفية والبحثية ستتوقف ويتغير شكلها لأنها ستصبح دون جدوى مع الإمكانيات الآلية التي ستختزل كل هذه المعلومات وتعيد إنتاجها بشكل مختلف تماما؛ وأمام ترهل وضعف الذاكرة البشرية المستمر سنضطر لاستخدام شرائح الكترونية فيها المعلومات التي نحتاجها ويتم زرعها في الرأس، مهن وأعمال اعتدنا عليها ستختفي تدريجيا وتصبح كأنها لم توجد من قبل، من المؤكد أن التغييرات ستكون في مفاصل مهمة مثل التعليم والعمل والإنتاج والتجارة والاقتصاد ونحوها، سيحدث تبعا لها تغييرات اجتماعية وثقافية، بمعنى أن الروابط بين الناس ستصل إلى مرحلة متدنية جدا، وتصبح العلاقات البشرية وكأنها ثقافة محملة بالعبء والتعب الغير مبرر. والسيناريو القاتم أنه لن يوقف هذه المسيرة أو هذه الهرولة المحيرة، إلا حرب كونية تعيد البشرية إلى الوراء عدة قرون.

Commentaires


دبي، وافي - المكاتب الإدارية

الشروط والأحكام

تواصل معنا

سياسية الخصوصية

الشراكات الاستراتيجية

  • Facebook
  • X

 

© 2025 by Rmsah

 

rmsah logo.png
bottom of page