أدونيس: الأساس عربي والبناء غربي: إنشقاق لا على مستوى الحياة وحسب، وإنما أيضا على مستوى العمل والفكر
- rmsahnet
- 29 يوليو 2020
- 1 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 7 يوليو
يمكن تلخيص الوضع العربي الراهن في علاقاته بالحضارة الغربية كما يلي: من جهة، رغبة في ( التقدم) بإقتباس التقنية الغربية، ومن جهة ثانية رغبة في المحافظة على البنية الثقافية التقليدية وطرائق تركيبها، وفي هذا التناقض يبدو المجتمع العربي كأنه يرفع صخرة سيزيف: يريد أن تتقدم حياته بعقل أو بفكر يرفض هو نفسه أن يتقدم. فالعربي اليوم يجد نفسه مضطرا إلى أن يتماهى مع الآخر الغربي في استخدام الوسائل التقنية. ذلك أن التقنية مفروضة عليه بقوة الحاجة إليها، وبفعل عالمية التقدم والحداثة التصنيعية. لكن هذا التماهي يتعارض مع أسس الثقافة الموروثة التي لا تزال السائدة، الموجهة. ويتمثل التعارض في أن هذه الأسس تنتج معرفة تعليمية تتمحور حول ثنائية الخير والشر، الباطل والحق. وهي، بوصفها تعليما، ثقافة أجوبة نهائية في حين أن الثقافة التي أدت الى التقنية أو التي تنشأ عنها، إنما هي ثقافة اسئلة دائمة – بوصفها بحثا دائما لتحقيق المزيد من الكشف المعرفي. ومن هنا الإنشقاق – المأزق في حياة العربي: الأساس شيء وما بينه على هذا الأساس شيء آخر. او لنقل بتبسيط أكثر الأساس عربي، والبناء غربي: إنشقاق لا على مستوى الحياة وحسب، وإنما أيضا على مستوى العمل والفكر.
أدونيس.. من كتابه: النظام والكلام .. صادر عن دار الاداب
Commenti