آل غور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق: الأمم تنجح بالتغلب على الخوف

عندما تريد أمريكا أن تحقق فوز ونصر ما، فإن واحدة من أهم أسلحتها الخوف، فهي تستخدمه على جانبين أثنين، الأول داخليا والثاني خارجيا، ويتضح مثل هذا النهج عندما قررت غزو العراق واحتلاله في عام 2003م فقد تحدث قادتها عن أسلحة دمار شامل يمتلكها نظام ديكتاتوري قاسي، وساعدتها الألة الإعلامية الضخمة في تصدير هذه المزاعم إلى مختلف أرجاء العالم – خارجيا ،و أيضا داخليا مستهدفة الشعب الأمريكي، الحال نفسه اليوم نلاحظه يتكرر في سياستها ضد الصين، وضد أي عدو يهدد مصالحها أو أمنها، فهي تبدأ بعملية إعلامية وأحاديث متفرقة على أوقات زمنية متباعدة ووفق مناسبات محددة، حتى تصبح مثل تلك المزاعم حقيقة مسلم بها، عندها يصبح البحث عن حل لتلك المشكلة وليس التأكد من صحة تلك المزاعم… الخوف حالة يفهمها القادة الأمريكيون تماما، ويفهمون قوته وتأثيره البالغ على الشعوب، وهو جانب تحدث عنه نائب الرئيس الأمريكي آل جور، في كتابه الذي حمل عنوان: هجوم على العقل، وآل جور، كان نائب للرئيس الأمريكي منذ عام 1993م ولمدة ثمان أعوام، تحدث في الفصل الأول الذي حمل عنوان: سياسات الخوف. عن الخوف وعلاقته بالعقل، فقال: " الخوف أقوى أعداء العقل، والخوف والعقل جوهريان لحياة الإنسان، لكن العلاقة بينهما غير متوازنة. فقد يبدد العقل الخوف احيانا، لكن الخوف يغلق العقل دوما.

يواصل نائب الرئيس الأمريكي آل جور كلماته فيقول: "كان مؤسسونا يقدرون إلى حد بعيد، التهديد الذي يفرضه الخوف على العقل. وقد عرفوا أن الخوف - تحت ظروف مناسبة - يمكن أن يثير إغراء التنازل عن الحرية مقابل وعد خطابي أجوف بالقوة والأمن. وكان ما يخشونه أنه عندما يحل الخوف محل العقل تكون النتيجة دوما بغضا وخلافا يفتقران إلى العقلانية والمنطق.

ثم يشير آل غور في كتابه، إلى أن " الأمم تنجح في تحديد شخصيتها الجوهرية بتحديها للمجهول، والتغلب على الخوف أو قد تخفق، ويتوقف ذلك على كفاءة زعاماتها. فإذا استغل الزعماء مخاوف الشعب كي يسوقوا الناس في اتجاهات ربما لا يختارونها في ظروف أخرى، فسرعان ما يتحول الخوف نفسه إلى قوة ذاتية التولد منطلقة تستنزف الإرادة الوطنية، وتضعف الشخصية الوطنية، وتصرف الانتباه عن التهديدات الحقيقية التي تستحق الخوف الصحي المناسب، وتثير الارتباك فيما يخص الخيارات الأساسية التي يجب على كل أمة تحديدها باستمرار لمستقبلها". اعتقد أن السياسة الأمريكي تقوم في مجملها على زرع الخوف في قلوب شعوب الأرض، فضلا عن زرعه داخل عقل وقلب الأمريكيين أنفسهم.