3.5 مليار إنسان دون الانترنت..لا يمكن للبشرية أن تعود إلى الوراء!

دون أدنى شك أن شبكة المعلومات العالمية - الانترنت - باتت جزء من حياتنا اليومية، وتجاوزت الأطر المحدودة التي كانت عليه في بداياتها، لتصل إلى مختلف تفاصيل حياتنا اليومية، وتمس هيكل هذه الحياة بشكل قوي وأساسي بعد أن تمكنت من الدخول في عمق مؤسسات عريقة وتصبح جزء من هيكلتها ووظائفها وخدماتها. هل يمكن لأحد أن يجادل بأن الانترنت أصبحت جزء حيوي وهام من المنظومة التعليمية وجزء أساسي ورئيسي من المنظومة الصحية، بل إنها المكون الحديث والجديد في مهام العمل اليومي الذي نؤديه والذي نتطلع خلاله للإبداع والتميز والتفوق والنجاح. وكما هو واضح لا يمكن للبشرية أن تعود إلى الوراء. ومع تفشي كورونا المستجد – كوفيد 19 – وانتشاره في العالم ظهرت الانترنت ومختلف خدماتها لاعب رئيسي للبشرية بأسرها، فهي نقلتنا نحو استخدام التعليم الالكتروني، ومكنتنا من تلقي التعليمات والنصائح والارشادات الطبية من خلال تطبيقاتها المتنوعة، والأهم انها نجحت في نقل أعمالنا إلى منازلنا لبضعة أشهر. الانترنت غيّرت حياتنا ودفعت بنا نحو الأمام ونحو مجالات من التطور غير مسبوقة. الأمم المتحدة اصدرت في عام 2016م قرار أعلنت خلاله: "أن الحرية على الانترنت هي حق انساني يجب الدفاع عنه". واقترح القرار: "تطبيق نهج شامل قائم على حقوق الإنسان عند تقديم خدمة الوصول إلى الانترنت وتوسيعها وأن تكون الانترنت مفتوحة ومتاحة وتتمتع بالرعاية". لم يعد مقبولا ولا مستساغ أن تحدث تعثرات في بنية هذه الشبكة أو الوصول إليها أو انقطاع الاتصال بها، ومع الأسف فإن هناك مليارات من الناس ما زالوا بعيدين عن الانترنت أو يعانون من ضعفها. تحدث السيد تيم بيرنرز- لي، مخترع شبكة الإنترنت العالمية، في اجتماع للأمم المتحدة، قال فيها: "إن تركيزنا الأول يجب أن ينصب على إغلاق الفجوة الرقمية، فقد قدمت الإنترنت شريان حياة للمليارات من الناس خلال فترة انتشار فيروس كورونا، حيث أتاحت العمل والتعليم والتواصل الاجتماعي، لكن قرابة 3.5 مليار شخص فاتتهم هذه الفرصة". وهكذا تتحول الانترنت لتصبح جزء رئيسي من حقوق الإنسان، لتنظم لقائمة أخرى من الحقوق والمتطلبات البشرية.