يوليوس ليبس: تعتقد كثير من الشعوب أن هناك علاقة مباشرة بين الاتصال الجنسي والموت
- rmsahnet
- 17 مايو 2021
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 4 يوليو
يتعلق رد فعلنا على معرفة أن قلبنا سيتوقف يوما من الأيام عن الخفقان بفلسفة الحياة التي يحملها كل منا وبوجهات النظر التأملية الفلسفية التي تصالحنا مع حقيقة أن الموت أمر لا مفر منه. فقد جاء على لسان مجرم "فيكتور هوجو" في العزاء الذي نطق به في المقصلة: " كل إنسان محكوم عليه بالموت، لكنه لا يعرف متى يحين وقت تنفيذ هذا الحكم". مثل هذا التأمل السابق لظاهرة الموت هو من خصائص شعوب الحضارات الراقية، بينما يتناقض كليا مع عالم تصورات الشعوب البدائية. فرغم أن البدائيين يرون أنفسهم دائما محاطين بالآثار التي يتركها الموت الذي يتجلى واضحا أكثر منه في عالم الحضارة، وانهم ينتزعون جزءا رئيسيا من عماد بقائهم من خلال قتل الحيوانات، إلا أن حقيقة أن الموت سيطالهم يوما لا تبدو لهم كإحدى المعطيات المنطقية للطبيعة. فالإنسان البدائي غير مقتنع بحقيقة الموت.
تبدو الحالة التي يعتبر فيها الإنسان ميتا، لمعظم الشعوب البدائية شرا تسببه قوى غيبية، يأتي بشكل خاص عن طريق السحر. وما المرض الذي ينتهي بصاحبه بالموت إلا برهان على فعالية التأثيرات الشريرة. وحتى حوادث الموت الطارئة تعزى إلى مؤامرة حاكتها أشباح معادية.
في استراليا والامريكيتين وميلانيزيا وافريقيا ومدغشقر وأماكن أخرى من العالم يعتبر نتيجة لأسباب غير منطقية يقف حيالها الإنسان قلقا وخائفا.
وكما تذكر مختلف الأساطير القديمة يمكن أن يأتي الموت من خلال أخطاء قوى ما فوق الطبيعة. وتعتقد كثير من الشعوب أيضا أن هناك علاقة مباشرة قائمة بين الاتصال الجنسي والموت، وأن اختراع عملية الحب الطبيعية قد أدت بالتالي إلى نشوء الموت. ولا يهمهم مطلقا أي تفكير بموتهم، الذي سيأتي ذات يوم، والذي حسب اعتقادهم - ليس من الضروري أن يأتي. ويبدو بالنسبة لهم أنه من الممكن جدا أن يتحاشى المرء الموت المحتم من خلال الذكاء والحذر وارضاء الاشباح. ومن هذا المنطلق تبدي كثير من القبائل الافريقية جل احترامها للطاعنين بالسن، لأنهم أثبتوا أنهم أذكياء بما يكفي لأنهم صمدوا على مدى عشرات السنين في وجه هجمات السحرة والشياطين وأرواح الأسلاف الحسودة. أما ماذا تفكر مختلف الشعوب دائما حول الموت فهناك شيء اكيد: ألا وهو أن لدى جميع شعوب الأرض تصورا خاصا ومحددا عما ينتظر الأموات بعد رحيلهم عن هذه الحياة.
من كتابه: أصل الأشياء، بدايات الثقافة الإنسانية، الفصل الخامس، مملكة الأموات
コメント